أخرج "ابن سعد" من مرسل الشعبى:-
(قالت أسماء: يا رسول الله إن رجالا يفخرون علينا و يزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين!!! فقال صلى الله عليه و سلم:- بل لكم هجرتان).
من هي؟؟
• صاحبة الهجرتين إلى الحبشة، و إلى المدينة.
• تزوجت من "جعفر بن أبى طالب" ثم من "أبى بكر الصديق" ثم من " على بن أبى طالب" رضى الله عنهم أجمعين، و هذا التعدد لا يحمل على معناه الحسى والمادى، بقدر ما يصور خاصتين هامتين:
1- ما درج عليه العرب من تقليد فى تكريم المتوفى بالزواج من أرملته و البناء عليها، دليلا على محبة الرجل لصاحبه، ثم تكريما لها...
2- فمع كل واحد من هؤلاء الرجال –رضى الله عنهم- كان لأسماء بنت عميس دور، و قسط من فعل و حركة، لها تأثيرها على الواقع.
• كانت زوجة صالحة، و أما مربية، و مجاهدة صابرة، صادقة الإيمان و الإسلام و اليقين.
مواقف:
? عروس الحبشة:
• تزوج "جعفر بن أبى طالب" من أسماء بنت عميس بعد أن استقل بذاته. و تقول الروايات التاريخية أن "جعفر" و أسماء دخلا الإسلام فى وقت واحد...
• كانت –رضى الله عنها- في أيامها الأولى من العرس، حين أذن الرسول صلى الله عليه و سلم لأصحابه الذين عانوا من بطش قريش و قسوتها، بالهجرة إلى "الحبشة" حيث يجدون الأمن و الأمان. وكانت في شهور حملها الأولى بولدها "عبد الله" بن جعفر.
? الإقامة:
• ظلت أسماء وزوجها في الحبشة حتى يوم "فتح خيبر" ولم يرجعا إلى المدينة وقت هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلب من "جعفر" العودة فظل مرهونا بذلك. وكان هذا يسبب ضيقا شديدا لجعفر وزوجته أسماء. ولذلك أتت أسماء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تحدثه بأن الناس يقولون: ليس لجعفر ولا للذين معه من أهله و أصحابه هجرة...!!!. قالت ذلك بحرقة و ألم، و هي التي تحملت من العذاب والنصب والبعد والجفوة في سبيل الله، فأجابها رسول الله صلى الله عليه و سلم: (بل لكم هجرتان).
? فتح خيبر و قدوم "جعفر":
• وعندما و صلا إلى المدينة بعد رحلة تعب، وجدا الرسول صلى الله عليه وسلم يفتح "خيبر"، فاقترح "جعفر" أن يلحقا برسول الله صلى الله عله وسلم، و أصرت أسماء أن ترافق زوجها لرؤية النبى صلى الله عليه و سلم.
• وضم الرسول صلى الله عليه و سلم جعفر وقبله بين عينيه وقال: ( لا أدرى بأيهما أفرح...بفتح "خيبر" أم بقدوم "جعفر"). وكانت فرحة أسماء برؤية النبى صلى الله عليه و سلم بعد سنوات من الفراق شديدة.
? غزوة مؤتة:
• وذهب "جعفر بن أبى طالب" للجهاد في غزوة "مؤتة"، وكان ثاني حامل للّواء بعد استشهاد الأول "زيد بن حارثة" ... وكان الفراق الذي لا لقاء بعده في الدنيا ... وقال صلى الله عليه و سلم: ( إن لـجعفر بن أبى طالب جناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة). وحزنت أسماء حزنا شديدا لفقد "جعفر...
? زوجة الصديق – رضي الله عنه:
• كانت قد توفيت زوجة أبى بكر، ومر على هذا فترة من الزمن. حتى ترائى لرسول الله صلى الله عليه و سلم أن يزوج أسماء لأبى بكر ... وتزوجا، وحملت أسماء من "أبى بكر" ثم وضعت غلاما أسمياه " محمدا". ولما بلغ من العمر بضع سنوات، اختار الله تعالى إلى جواره والده "الصديق"رضي الله عنه.
? زوجة "على بن أبى طالب"- رضي الله عنه:
• أراد "على" رضي الله عنه الزواج من أسماء فوافقت على ذلك و عاشت معه، ويقال أنها أنجبت له ولدين. وهكذا أصبحت أسماء زوجة الخليفة وأم أولاده للمرة الثانية، بعد "أبى بكر " رضي الله عنه.
? النهاية:
• و جاء خبر استشهاد "على" على يد الخارجي "عبد الرحمن بن ملجم" ... فدخلت مصلاها في بيتها، و كظمت غيظها، حتى نزف ثديها دما، وأسلمت الروح بعد رحلة الحياة الشاقة، وصعدت روحها إلى بارئها.